![](https://www.shahla-news.com/wp-content/uploads/2025/02/upload_1739185125_865524716-v4tfcm.jpeg)
– ميثم الخفاجي
وسط هواء الفجر البارد، كان صوت طقطقة الدراجات الهوائية يملأ الأفق، يعلن بداية رحلة لم تكن مجرد سباق، بل تحدياً للزمن والحدود. وقف حيدر الأعسم يتأمل المشهد وأمامه دراجون من مختلف الجنسيات، حقائبهم محملة بالطموح، وعيونهم تترقب الطريق الطويل الممتد حتى كربلاء المقدسة.
، التقت صاحب فكرة طواف العراق وقائد الفريق، حيدر الأعسم، الذي كشف عن تفاصيل المبادرة التي أطلقها، موضحاً أنها جاءت بعد تجربة تنظيم ماراثون النجف – كربلاء، حيث راودته فكرة إقامة طواف للدراجات الهوائية ينطلق من أقصى جنوب العراق حتى كربلاء المقدسة “.
بداية الفكرة والتنظيم
وقال الأعسم لـ (): إن” فكرة طواف العراق وُلدت قبل ثلاث سنوات، عندما نظّمت ماراثوناً بين النجف الأشرف وكربلاء المقدسة . عندها فكرتُ في إقامة سباق دراجات يمتد من أبعد نقطة في الجنوب العراقي وصولاً إلى كربلاء المقدسة . أما اسم الطواف، فهو مستوحى من سباقات عالمية مثل طواف فرنسا وطواف باكستان”.
تفاصيل الرحلة والمراحل
انطلق الطواف في 28 من كانون الثاني الماضي من فندق مناوي باشا في البصرة، وشارك فيه42 دراجاً من جنسيات مختلفة، وقطع المشاركون يومياً أكثر من 120 كيلومتراً، واستمرت الرحلة ستة أيام، حيث كانت المحطات على النحو التالي:
اليوم الأول: جولة قصيرة داخل البصرة لمسافة 50 – 55 كلم، لاختبار مستوى المشاركين.
اليوم الثاني: الانتقال إلى الجبايش في الناصرية، مع المبيت هناك.
اليوم الثالث: التوجه إلى السماوة، والمبيت فيها.
اليوم الرابع: الوصول إلى النجف الأشرف، حيث مكث الفريق يومين لزيارة الكوفة والنجف الأشرف.
اليوم السادس: الانتقال من النجف إلى كربلاء المقدسة، حيث اختُتم الطواف.
رسالة الطواف وأهدافه
أكد الأعسم أن الطواف لم يكن مجرد سباق رياضي، بل كان يهدف إلى كسر الصورة النمطية عن العراق كبلد غير آمن، وإثبات العكس من خلال استضافة رياضيين من إنكلترا، كندا، سنغافورة، وتنزانيا، حيث قال:
“أردنا أن نظهر للعالم، أن العراق بلد آمن ومضياف، حيث تواجد أكثر من 30 مشاركاً من إنجلترا، و7 من كندا، و1 من سنغافورة، و2 من تنزانيا، والكثير منهم لم يزر العراق من قبل، ولم يكن يعرف سوى المزارات الدينية، لكنهم غيّروا نظرتهم بالكامل بعد هذه التجربة.”
كما أوضح أن ” مثل هذه النشاطات ترتبط بجمع التبرعات للأيتام في العراق ، حيث ساهمت النشاطات السابقة في تمويل 1300 عملية زرع عدسة للعين، و47 عملية قلب مفتوح، إضافةً إلى مشاريع تحلية مياه في العراق وتنزانيا وكينيا، وكفالة أكثر من 50 يتيماً. كما تم توجيه جزء من التبرعات إلى غزة”.
ردود الأفعال والتحديات
وعن انطباعات المشاركين، أوضح الأعسم أن” الطواف عكس انطباعاً جيداً لدى المشاركين حتى أن أحد المشاركين قال: سنستبدل اسم “دولة العراق” بـ”جنة العراق”، وآخر قال: لا نريد أن نستيقظ من هذا الحلم الجميل الذي عِشناه. الجميع تأثروا بالكرم العراقي وحفاوة الاستقبال، ولم يكن الشعور عند الوصول إلى كربلاء المقدسة فرحاً فقط، بل أيضا حزناً لانتهاء هذه الرحلة الرائعة.”
نفقات الرحلة
أما عن النفقات، فقد أشار الأعسم إلى أن” المشاركين تحملوا نفقات السفر والتجهيزات الرياضية، فيما تكفلت الحكومة العراقية بتوفير النقل الداخلي، السكن، والطعام”.
الخطط المستقبلية
وأكد الأعسم، أن” هناك خططاً لتنظيم فعاليات رياضية أخرى، معرباً عن أمله في زيادة عدد المشاركين في الفعاليات القادمة، لتعزيز التفاعل بين الخبرات الخارجية والرياضيين داخل العراق”.