الاخبار

ردود أفعال عربية ودولية تندد بتصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة

متابعة –  
تتوالى التعليقات العربية والدولية بشأن قطاع غزة وإعادة إعماره ومصير سكانه، إثر تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن السيطرة الأميركية على القطاع وتحويله إلى “ريفييرا” الشرق الأوسط، وإعادة توطين سكانه في دول أخرى.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الصهيوني نتنياهو، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، متوقعاً أن يتحول القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، وأن الفلسطينيين “سيودون بشدة” المغادرة بعد الحرب التي دمرته.
السعودية
علقت وزارة الخارجية السعودية ببيان بعد دقائق من انتهاء المؤتمر، بالقول إن “موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية، راسخ وثابت لا يتزعزع”.
وأضافت: “هذا الموقف كان واضحا، بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال، خلال خطاب ألقاه ولي العهد، محمد بن سلمان في مجلس الشورى في 18أيلول / سبتمبر الماضي”.
ولفتت إلى أن “بن سلمان شدد على أن السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني دون ذلك”.
وذكرت أن “السعودية تشدد على رفضها القاطع، المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات الاستيطان الصهيونية، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.
مصر
شدد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، الأربعاء، على “أهمية المضي قدما في مشاريع التعافي بقطاع غزة، من دون أن يغادره الفلسطينيون”.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن عبد العاطي أكد خلال لقائه  رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى، في القاهرة، الأربعاء، على “دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية”.
كما أكد وزير الخارجية المصري على دعم بلاده “للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 حزيران /يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبما يمنع تكرار الدورات المتكررة للعنف بشكل نهائي ودائم”.
تركيا
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم الأربعاء: إن تصريحات ترامب “غير مقبولة”، مضيفا أن “أي خطط تجعل الفلسطينيين خارج المعادلة، ستؤدي إلى المزيد من الصراع”.
وأكد أن “طرد (الفلسطينيين) من غزة مسألة غير مقبولة لا من جانبنا ولا من جانب بلدان المنطقة. ولا حاجة حتى لمناقشتها”.
وأشار فيدان، إلى أن تركيا “ستراجع الخطوات التي اتخذتها ضد الكيان الصهيوني”، وهي وقف التجارة واستدعاء سفيرها، “إذا توقف قتل الفلسطينيين وتغيرت ظروفهم”، على حد تعبيره.
فرنسا
عدت الخارجية الفرنسية، اليوم الأربعاء، أن “التهجير القسري لسكان غزة سيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وسيمثل هجوماً على التطلعات المشروعة للفلسطينيين ويزعزع استقرار المنطقة”.
وأضافت أن “مستقبل غزة يجب ألا يكون في إطار سيطرة دولة ثالثة، بل في إطار دولة مستقبلية تحت رعاية السلطة الفلسطينية”.
وتابعت: “سنواصل معارضة الاستيطان المخالف للقانون الدولي، وأي رغبة في ضم الضفة الغربية بشكل أحادي”.
الصين
قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، اليوم الأربعاء: إن بكين “تعارض الترحيل القسري للفلسطينيين من قطاع غزة”. 
وأضاف خلال مؤتمر صحفي دوري: “أكدت الصين دائما أن الحكم الفلسطيني على الفلسطينيين هو المبدأ الأساسي لحكم غزة بعد الحرب، ونحن نعارض الترحيل القسري لسكان غزة”.
ولفت إلى أن بكين “تأمل بأن تعد كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع، فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح، استنادا إلى حل الدولتين”.
روسيا
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء: إن روسيا “تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين”.
ردود فعل فلسطينية
أعرب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والقيادة الفلسطينية عن “رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم”
وقال عباس: “لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها، وهذه الدعوات تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة، من دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران /يونيو لعام 1967، على أساس حل الدولتين”.
وأضاف أن “الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967”.
وبدوره، قال أمين عام منظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، اليوم الأربعاء: إن “المنظمة ترفض كل دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه”.
وتابع الشيخ في منشور على منصة إكس: “القيادة الفلسطينية تؤكد على موقفها الثابت بأن حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو الضمان للأمن والاستقرار والسلام”.
ونقلت رويترز عن القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، وصفه، اليوم الأربعاء، دعوة سكان غزة للمغادرة بأنها “طرد من أرضهم”.
وقال: “نعدها وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة، لأن أهل غزة لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات”.
وأعرب مسؤول في جماعة الحوثيين في اليمن عن إدانته لتصريحات ترامب بشأن قطاع غزة.
وقال محمد البخيتي، أحد قادة الحوثيين، عبر منصة “إكس”: إن تصريحات ترامب تمثل “الغطرسة الأمريكية” التي ستطغى على الجميع إذا قوبلت بـ “الخضوع من العرب”، مضيفا: “إذا قررت مصر أو الأردن أو كلاهما تحدي أمريكا، فإن اليمن ستقف بكل قوتها إلى جانبهما، إلى أبعد حد ومن دون خطوط حمراء”.
مواقف أميركية رافضة
وفي أميركا، قال السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي في منشور على إكس: “لقد فقد عقله تماما، سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود، إنها مثل مزحة رديئة”.
بدوره، قال عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس لقناة “نيوز نيشن” التلفزيونية: إن الاقتراح “متهور وغير معقول”، مضيفا أنه قد يفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحماس.
وأكد أنه “يتعين علينا أن ننظر إلى دوافع ترامب، وكما هو الحال دائما عندما يقترح ترامب بنداً سياسياً فهناك صلة بالمحسوبية وخدمة الذات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى