– آية منصور
في أجواءٍ مليئة بالحيوية والحضور الجماهيري الواسع، يستمر معرض بغداد الدولي في دورته الـ 48 باستقطاب آلاف الزوار يومياً، الذين يتجولون بين أجنحته لاكتشاف أحدث المنتجات المحلية والدولية. تحت شعار “استثمار – تنمية – ازدهار”، يشكل المعرض منصة مثالية للتواصل بين الجمهور والشركات العارضة، سواء في قطاع الأغذية، أو المستلزمات المنزلية، أو الأجهزة الكهربائية، وغيرها من الصناعات.
يعبّر الزوار عن آرائهم المختلفة تجاه المنتجات المعروضة، حيث أبدى العديد منهم إعجابهم بجودة المنتجات العراقية وتنوعها، إلى جانب الاهتمام بالتقنيات الحديثة التي تقدمها الشركات العالمية المشاركة.
المعرض لا يقتصر فقط على كونه حدثاً اقتصادياً وتجارياً، بل يُعد أيضا فرصة للتعرف على ثقافات مختلفة وتجارب استهلاكية جديدة.
التكنولوجيا الجديدة
وقال أحد زوار المعرض المهتمين بشراء الأدوات الكهربائية النادرة، علي حسن، ل: “لم أكن أتوقع وجود هذا الكم من الشركات العالمية المهمة المشاركة في المعرض، وفوجئت بتوفر أدوات كهربائية فريدة كنت أبحث عنها منذ فترة طويلة، وبأسعار مناسبة للغاية مقارنة بالسوق المحلية”.
وأضاف: “تجربة التسوق في المعرض مميزة لأنها تتيح لي الاطلاع على أحدث المنتجات من شركات لم أكن أعلم أنها ستشارك هنا، وأتمنى أن يُقام المعرض مرتين في السنة على الأقل، لأن مثل هذه الفعاليات تتيح لنا فرصة شراء مستلزمات غير متوفرة بشكل مستمر”.
وأكد علي أن “تنوع المعروضات وجودتها يجذبان الزوار من مختلف الفئات، وأن المعرض ليس مجرد حدث تجاري، بل هو فرصة للتعرف على تطورات الصناعة العالمية والمحلية تحت سقف واحد”.
كل شيء في مكان واحد
وأوضحت أميرة خالد، إحدى زائرات معرض بغداد الدولي، لـ(): “المعرض هذا العام ضخم للغاية وواسع بطريقة لم نكن نتوقعها، وشعرت أن زيارة واحدة لا تكفي لاستكشاف كل الأجنحة والمنتجات لذلك قررت العودة أكثر من مرة لأتمكن من الاطلاع على كل التفاصيل وعدم تفويت أي شيء مهم”.
وأضافت: “تفاجأت بوجود منتجات من دول مختلفة مثل مصر وفلسطين والأردن، خصوصًا الأطعمة التقليدية مثل الزعتر والمنتجات اليدوية التي تعكس ثقافات هذه البلدان، وكانت تجربة رائعة أن أجد كل هذه التنوعات في مكان واحد”.
وتابعت: “هذه أكثر نسخة متطورة وضخمة من معرض بغداد الدولي شهدتها في حياتي، والتنظيم ممتاز والأجنحة مصممة بطريقة جذابة تجعل من السهل التنقل بينها، وأشعر أن المعرض لم يعد مجرد حدث تجاري، بل أصبح تجربة ثقافية وسياحية بامتياز”.
وأشار أوس كامل، صاحب شركة لبيع المنتجات المنزلية في بغداد، ل الى أنه “يُعد معرض بغداد الدولي للصناعات هذا العام منصة حيوية لعرض الإمكانات الصناعية العراقية وربطها بالخبرات العالمية، ولقد شهدنا اهتماماً واسعاً من الشركات الأجنبية، مما يعكس الثقة المتزايدة بالسوق العراقية”.
وبين أننا “نهدف من خلال هذا الحدث إلى تعزيز الشراكات وتشجيع الاستثمار في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والصناعات التحويلية”، لافتاً الى أنه “ومن خلال زيارته المتكررة للمعرض، يبدأ عملاً جدياً مع الشركات، من خلال التشبيك والتعاون وزيادة فرص جلب المنتجات الجديدة والمبتكرة للمستهلك العراقي”.
وأكمل، أن “هذا المعرض لا يقتصر فقط على عرض المنتجات، بل يفتح أمامنا آفاقاً جديدة لفهم اتجاهات السوق العالمية، والتعرف على تقنيات حديثة يمكن أن تسهم في تطوير أعمالنا وتحديث خطوط الإنتاج. كذلك، يمنحنا فرصة لتبادل الخبرات مع مستثمرين وخبراء صناعيين من مختلف الدول، ما يعزز من قدرتنا على المنافسة في السوق المحلية والإقليمية”.
ونوه بأن “العراق يمتلك إمكانيات كبيرة، ومعارض مثل هذا تُعيد بناء الثقة في بيئة الأعمال وتثبت أن السوق العراقية دة وجاذبة للاستثمار”، مردفاً أن “أصحاب الشركات والقطاع الخاص تحديداً بحاجة مستمرة لمثل هذه الفعاليات التي تُسهم في تطوير قطاعنا الصناعي وتحفيز الابتكار، وانا أؤمن أن التعاون مع الشركات العالمية هو خطوة مهمة نحو تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمستهلك العراقي وتعزيز الاقتصاد الوطني”.
بغداد الصناعية بعيون الطلبة
وتجد مودة سليم، الطالبة في كلية الهندسة، أن “معرض بغداد الدولي للصناعات فرصة لا تُعوّض للتعرف على أحدث الابتكارات التكنولوجية من مختلف أنحاء العالم، وحضورها مع زملائها ليس فقط لمشاهدة المنتجات الجديدة، بل لفهم كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تساهم في تطوير البنية التحتية والصناعة العراقية”.
وذكرت ل، أن “المعرض يضم شركات تقدم تقنيات متقدمة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والتصنيع الذكي، وهذا يُلهمني كطالبة للتفكير في كيفية تطبيق هذه الحلول في مشاريع التخرج وحتى في مساري المهني مستقبلاً، وما يميز المعرض هو إمكانية التفاعل المباشر مع خبراء من شركات عالمية، وطرح الأسئلة التي تساعدني على فهم عميق للتقنيات الناشئة”.
وترى سليم، أن “هذه الفعاليات تفتح أمام الشباب العراقي آفاقاً جديدة وتشجعهم على الابتكار بدلاً من الاكتفاء بالنظريات الأكاديمية، جازمة أن الاستمرار في تنظيم مثل هذه المعارض سيساهم في بناء جيل جديد من المهندسين ورواد الأعمال القادرين على النهوض بواقع العراق الصناعي”.
الأزياء المتنوعة حاضرة
بينت مروة أحمد، أنها “مهتمة دائماً بمتابعة آخر صيحات الموضة والمنتجات التقليدية من ثقافات مختلفة، ولهذا حرصت على زيارة معرض بغداد الدولي للصناعات هذا العام”.
وأوضحت، أن “ما يميز المعرض هو تنوع الأجنحة التي تعرض ملابس وأقمشة من دول مثل مصر، وباكستان، والهند، والبحرين، حيث تجد كل قطعة تحكي قصة ثقافية خاصة”.
واستطردت بالقول: “لاحظت وجود تصاميم رائعة تعكس التراث والحداثة في آنٍ واحد، سواء من حيث جودة الأقمشة أو تفاصيل الخياطة التقليدية التي يصعب إيجادها في الأسواق المحلية”.
وأردفت أن “المعرض يمنحني فرصة لتجربة هذه المنتجات مباشرة، من خلال مقارنة الأسعار، والتعرف على الخامات الجديدة التي تناسب ذوقي، وأتمنى أن يستمر تنظيم معارض بهذا المستوى لأننا بحاجة لمزيد من الفعاليات التي تفتح لنا نوافذ على العالم”.